الانجازات والاستثمار في الثقافة في مواجهة التضليل هبة القوّاس: الكونسرفتوار هو مهمة وطنية وإنقاذية
2023-01-11 الساعة 19:13:00

الإنجازات والاستثمار في الثقافة في مواجهة التضليل
هبة القوّاس: الكونسرفتوار هو مهمة وطنية وإنقاذية

عقدت رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى المؤلفة الموسيقية الدكتورة هبة القواس مؤتمراً صحافياً أمس الثلاثاء في القاعة الكبرى للمعهد – سن الفيل بحضور ممثلي وسائل الإعلام وأعضاء من مجلس الإدارة والهيئتين الإدارية والتعليمية في المعهد.
بعد النشيد الوطني اللبناني استهلت القواس المؤتمر بالترحيب بوسائل الإعلام وشكرهم على تلبية الدعوة والتعاون الدائم الذي سيثمر مستقبلاً العديد من المشاريع واللقاءات مع الإعلام لتطوير الاستراتيجيات الثقافية المتبعة لصالح الصرح الوطني الموسيقي ولخير الثقافة في لبنان.
وفي مقدمتها، تحدثت القواس عن المعهد الموسيقي كصرح وطني حضاري، في أقسامه التربوية والتعليمية والثقافية والموسيقية والخدماتية والإدارية، التي عملت على توسعتها وتطويرها تقنياً وإدارياً لتشمل افتتاح أقسام جديدة.
واستعرضت القواس ما أنجزته وما واجهته من صعوبات في الأشهر القليلة منذ تسلمها مهامها رسمياً، بانطلاقة منتجة أثمرت العديد من الإنجازات قياساً بهذا الوقت القصير. واعتبرت القواس تسلمها رئاسة المعهد مهمة وطنية جعلتها تتخلى عن أعمالها ومنجزاتها الخاصة، واضعةً كل إمكانياتها في سبيل إنجاحها. وذلك انطلاقاً من رؤيتها لهذه المهمة التي تعدها معركتها الخاصة لتثبيت الهوية الحضارية الثقافية اللبنانية، في مواجهة الخطر الكبير الذي يتربص بها، ويهدد كل لبناني في كيانه الثقافي الوطني. ما دفعها لخوض هذه المعركة الوجودية، عبرتحصين الصرح الوطني الموسيقي وتدعيمه لأنه يمثل هذه الهوية ويجسد البصمة الحضارية اللبنانية. وقالت:''هذه المؤسسة الحكومية، ربما هي آخر المؤسسات الحكومية التي باستطاعتها الحفاظ على هذه الهوية وتثبيتها لتعكس صورتنا الحقيقية للعالم أجمع، وهي سفير لبنان الحقيقي في العالم. كما أن هذه المؤسسة قادرة أن تعيد بناء الجسور المقطوعة مع العالم، وتفتح البوابات المغلقة وتردم الهوة العميقة، من دون أن يعترضها أي حاجز ولا لغة أو دين أو جنسيات، لأنها مجردة غير مادية، وفي تجريدها اللانهائي تسافر أينما شاءت. وهنا تكمن أهمية الدبلوماسية الثقافية والموسيقية التي نحن في لبنان بأمس الحاجة إليها عبر الجسور التي بإمكانها أن تمدّها عبر العالم، لإعادة وصل ما انقطع واستعادة التواصل الإيجابي المثمر مع الخارج عبر الدبلوماسية الثقافية''. وأضافت:''بل أكثر من ذلك، هذه المؤسسة هي ركن الاقتصاد الثقافي ونموذج الاستثمار في الثقافة الفكر، وهو معركة لبنان الأخرى، لبنان الذي صدّر الفكر والثقافة إلى العالم، والدليل على ذلك وجود 20 مليون لبناني في الخارج أثبتوا تفوقهم وجدارتهم في تبوّأهم أعلى المراكز والمناصب في جميع المجالات. نحن اليوم في زمن اقتصاد الفكر وزمن الذكاء الاصطناعي والخلق والإبداع الذي لا بديل له، وهذه ميزة اللبناني. واليوم حان الوقت لتثبيت اقتصاد المعرفة واقتصاد الفكر، والموسيقى هي من أركان الاقتصاد وركيزة اقتصادية للنهوض بالبلد''.
''وكل ذلك، أضافت القواس، يمثله ويجسده الكونسرفتوار الوطني، عبر الهيئات التعليمية والإدارية والأوركسترالية التي أشهد أنهم جندوا أنفسهم للمساهمة في إنجازات كبيرة قمنا في وقت قياسي، وذلك في مواظبتهم على الدوام والحضور بشكل دائم ومن دون تذمر''.
وركزت رئيسة الكونسرفتوار على أهمية وندرة الموسيقيين، في ظل أزمة فقدان أصحاب الخبرات والمواهب، وعلى الحاجة الماسة لبقاء الموسيقيين في لبنان واستقدام من غادر في ظل الأزمة الراهنة، وذلك عبر إعادة تأسيس مؤسسة جذورها قوية وثابتة وقادرة أن تحمي المنتسبين إليها والأجيال القادمة، وأن تجذب في الآن نفسه من غادر قسراً من ذوي الشهادات العليا الذين يدرّسون في أهم المعاهد في العالم ويعزفون على أعرق المسارح''.
واستعرضت القواس أبرز الإنجازات التي حققتها منذ لحظة استلامها حتى اليوم، ومنها الحفلات الموسيقية الكبيرة إلى اتفاقيات التعاون في المجالات الاستشفائية والإعلامية والموسيقية والثقافية، وصولاً إلى اتفاقيات التعاون العربية والدولية عبر سفراء عرب وأجانب، بدأ المعهد الوطني يقطف ثمارها.
واستذكرت بعض الاحتفالات الكبرى، منها الحفلة الضخمة التي أقيمت في قصر الأونيسكو بمناسبة عيد الاستقلال وهي كانت الحفلة الوحيدة الرسمية للمناسبة برعاية وزير الثقافة. وختام الحفلات للعام 2022 مع الاحتفال الميلادي المبهر في كنيسة مار يوسف الذي أكد صمود لبنان الثقافي وإشعاعه الفكري عبر الصرح الوطني. ومن أبرز الأنشطة الموسيقية الاحتفال الذي أقيم في باحة مستشفى بعبدا الحكومي، الذي كُرّست عائداته لتغطية استشفاء جميع العاملين في المعهد بعد اتفاقية تعاون مع المستشفى، في سابقة على هذا المستوى.
وعددت القواس بعض المنجزات التي تحققت، ومنها على الصعيد المحلي مع مؤسسات خاصة ورسمية، كالاتفاق مع مستشفى بعبدا الحكومي لتغطية تكاليف استشفاء جميع العاملين في الكونسرفتوار، وأعلنت عن اتفاقيات جديدة مع مستشفيات أخرى لتقديم الخدمات الاستشفائية نفسها، واتفاقيات مع صروح تربوية كبيرة ومؤسسات أخرى داعمة ومتعاونة. وأشارت القواس إلى الدعم الذي تحظى به من مجلس إدارة الكونسرفتوار والإداريين وجميع المتعاونين من داخل المعهد كعائلة واحدة.
ونوهت بدور رئيس مجلس الوزراء ووزير الثقافة قائلة: ''هما الداعمان والمتابعان لجميع الأعمال منذ بداية تسلمي مهامي في المعهد. مع كل التقدير لإيمانهما بهذه المؤسسة الموسيقية الوطنية ومردودها الحضاري والدبلوماسي الكبير، ما يجعل أي دعم مالي لهذه المؤسسة من قبل الدولة زهيداً مقابل مردودها الذي يثبت صورة لبنان الحقيقة ويفتح سبلاً وآفاقاً واسعة. بالإضافة إلى الدعم الحضاري الذي حظينا به من قبل وزير المال الذي آمن بمنجزاتنا وبأهمية الدور الذي يؤديه المعهد والثقافة والموسيقى''.


Developed by ©