مسكينة...
2024-06-01 الساعة 22:20:00

مسكينة...
كم هي مسكينة تلك المرأة التي وجبتها اليومية هي '' الخيانة'' وتبقى صامتة حفاظًا على مظهرها أمام الناس، وكأنها بذلك تؤدي دور في مسرحية هزلية،
كم هي مسكينة تلك المرأة التي تموت وهي على قيد الحياة وكأنها جسد متنقل بلا روح... تخشى أن ينكشف الستار فتفقد بريق الدور الذي تلعبه. إنها تقنع نفسها بأن صمتها يمنحها رفاهية الحياة التي تعيشها، كأنما الرفاهية تستحق هذا الثمن الباهظ من الكرامة والألم.
تلك المرأة، التي تحاول جاهدةً تغيير مظهرها والتمسك برشاقتها، ترتدي أفخم الماركات لتبدو وكأنها نجمة على غلاف مجلة بائسة. لكنها، في داخلها، تعيش بركانًا من الغيرة والغضب والحزن، بركانًا لا يخمده أي ثوب فاخر أو حقيبة أنيقة. كم هي مضحكة تلك المحاولات اليائسة لإثبات جمال زائف، في حين أن قلبها يشتعل بلهيب الخيانة.
كم هو ساخر أن تعتقد هذه المرأة أن تغيير شكلها يمكن أن يغطي على حزنها العميق. إنها تلهث خلف سراب السعادة المربوطة بنظرة المجتمع، بينما تتجاهل الحقيقة الواضحة أن السعادة لا تُشترى بالمال ولا تُصنع بالمظاهر.
وفي الليالي الباردة، عندما تعود إلى سريرها الفارغ من دفء الحب، تجد نفسها وحيدة مع أشباح الألم. يا لبرودة تلك الليالي ويا لعزلة تلك اللحظات. إنها تقنع نفسها بأن نظرة الناس هي مرآة السعادة، بينما هي في الواقع سجينتها. كم هي مسكينة تلك التي تعتقد أن السعادة تأتي من تصفيق الجماهير، في حين أن قلبها ينزف بصمت.
إنها تحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تبقي نفسها على هذا العرض الهزلي معتقدة أن خداع الآخرين هو مفتاح استمرارها. لكنها لا تدرك أن الأوراق التي تتساقط في الخريف لا تعود مرة أخرى، وأن السعادة المبنية على الخداع ستتلاشى كما تتلاشى الأوراق في الرياح.
أيتها المرأة المسكينة، كم هو مؤلم أن تظني أن سعادتك تعتمد على نظرة الآخرين إليك، بينما الحقيقة أنك أنت من تتخلين عن سعادتك الحقيقية. إن الرفاهية التي تعيشينها ليست سوى قشرة رقيقة تخفي وراءها أعماقًا من الحزن والأسى. في النهاية، ستكتشفين أن سعادتك الحقيقية لا تأتي من الملابس الفاخرة أو المظاهر الخادعة، بل من قلبك ورضاك عن نفسك.
كم هو مثير للشفقة أن تعيشي في هذا الوهم، معتقدة أن العالم يصدق هذا العرض المسرحي البائس، بينما الحقيقة أن الجميع يعرفون أنكِ تضحكين على نفسك قبل أن تضحكي عليهم. أفيقي من هذا الكابوس واعلمي أن السعادة لا تُشترى ولا تُباع، بل تُصنع من الداخل، من قلبٍ صادق وروحٍ حرة.
وكم من امرأة ''مسكينة'' نعرف في مجتمعاتنا ، سجنت نفسها بنفسها؟!
نيكول_صدقة


Developed by ©