
لبنان: نداء المحبة والسلام
2024-10-18 الساعة 10:48:00
لبنان، هذا الوطن الصغير بحجمه، العظيم بروحه، يحمل في طياته تاريخًا عريقًا من الحضارة، الثقافة، والإيمان. وطنٌ شهد على محطات مجيدة ومريرة، لكنه كان دائمًا، كما أراده أبناؤه، موطنًا للعنفوان، للكرامة، وللنور الذي لا ينطفئ مهما قست الأيام.
اليوم، يمر لبنان بظروف قاسية، أزمات اقتصادية، اجتماعية، وسياسية وحروب تمتحن صبر شعبه. لكن لبنان لطالما عرف كيف ينهض من بين الأنقاض، كطائر الفينيق الذي يحترق ليعود أقوى وأبهى. هذا الوطن يحتاج الآن إلى ما هو أكثر من القوة والشجاعة؛ إنه بحاجة إلى الحب، إلى السلام، وإلى نور تعاليم السيد المسيح...
المسيح علمنا أن نحب بعضنا بعضًا كما أحبنا، أن نتسامح ونعمل من أجل خير الجميع. اليوم، دعوة المسيح تتردد في أرجاء لبنان، تنادينا لنبني جسور التلاقي والمحبة، بدلاً من أن نكون أسرى الانقسام والخصام. في خضم كل الأزمات، نجد أن ثقافة السلام والمحبة هي السبيل الوحيد لخلاص هذا الوطن...
فلنتذكر أن لبنان ليس فقط أرضًا وطبيعة، بل هو فكرة، رسالة سامية للعالم أجمع. رسالة تقول إننا قادرون على التعايش، على الحوار، على بناء مستقبل مشرق لأبنائنا. فلنتحد في حبنا لهذا الوطن، ولنكن جنودًا للسلام، نحمل في قلوبنا تعاليم المسيح التي تدعونا إلى التواضع والتضحية والعطاء.
لبنان، الأرض التي خطت عليها أقدام القديسين، يستحق أن نحب بعضنا لأجله، أن نغفر لأجل مستقبله، وأن نعمل معًا من أجل أن يبقى وطنًا للأمل والإيمان. فلنكن نورًا في عتمة هذه الأيام، ولنحمل رسالة المحبة والسلام في قلوبنا، ونردد مع المسيح: ''طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يُدعون.''
نيكول صدقة